اونصة دهب

اليوم وانا بشوف صور اهالي الشهداء وهمه عم بودعوهم بعد سنين من ما استشدوا, لانه هلأ حنّوا الاسرائيليين عليهم وبعتولهم الجثث, تزكرت سيدو الله يرحمه واجى عبالي اكتب عنه.
هوه ما كان شهيد, توفى وانا بصف أول ثانوي, وتزكرته وبتزكره دايما لانه اهلي ما خلوني اودعه. كنت عم بشوف كل حد بدخل يودعوا يطلع يبكي كتير واصير ابكي اكتر. بس لما جيت ادخل عالغرفة ما خلوني. قال خلص بكفي. انقهرت كتير. انه شو بكفي؟ طيب ليش الفلسفة؟ قال احنا عم نبكي ما لازم نروح. طيب انه لازم اضحك يعني لحتى اقدر اودعه. شو متوقعين مني؟ ما فهمت اشي. ولهلأ ما بعرف ليش ما حكيت اشي.


تزكرت اليوم كيف كان دايما يجبلي قصص "المكتبة الخضراء" و"اجمل عشر قصص عالمية" وكتير اشياء اقرأها. كنت دايما اقرأ واتخيل حالي مكانهم, كنت اعيش القصة كلمة بكلمة. واحس حالي بفلم. واخلصها, بعدين استنى سيدو يجبلي قصة جديدة.


كانت عيديتي اكتر شي بين اخوتي لاني "كبيرة العيلة".


كنت احب اروح عنده عالمكتبة واكيّف عليه وهوه يحكي مع الزباين. كانوا يتجمعوا صحابوا كمان عنده ويتناقشوا في كتير
مواضيع. ما احس في الوقت بالمرة.
بتزكر مرة كان قاعد في السيارة, بعد ما صفّها, انا وستي كنا نحكي معه. صار يحكي انه بس اتزوج بده يلبسني "اونصة دهب". انا طول عمري بكره الدهب وولا عمري حبيت البسه. بس لما هوه حكى هيك انا ابتسمت وتركته يكمل مخططاته. حسيته كتير مبسوط وما حبيت اخرب اللحظة.
عم بفكر هلأ كيف بده ييجي عرسي اللي بحياتي ما تخيلت انه افكر مجرد تفكير انه ممكن اتزوج في يوم من الايام. بس هلأ عم بقرب اليوم وعم بتخيل كيف رح يجي وسيدو ما رح يكون هناك, وما رح يلبسني الاونصة الدهب.
عنجد اشتقت للقعدة في ساحة البيت مع سيدو والعيلة. اشتقت لقصصه عن ايام زمان. اشتقت لقعداتنا حوالين كانون الفحم بالشتا. واشتقت لريحة الكستنا.

تعليقات